انتخابات

مقترعو طرابلس ينتظرون “تعليمة” السبت!

“إنها من أسوأ الانتخابات في لبنان”، عبارة ترددت في الآيام والاسابيع الماضية على لسان العديد من المراقبين والمتابعين، ليس لأن أعداد المرشحين أكثر من المتوقع وفيهم العديد من الوجوه الجديدة، ولا لأن عدد اللوائح سجّل نسبة خارج المألوف (في مدينة طرابلس وحدها إحدى عشرة لائحة وهو رقم غير مسبوق)، ولا لأنها وفق قانون مبتور هو القانون النسبي مع صوت تفضيلي واحد كما يقول منتقدوه، ولكن لأن المال الإنتخابي يسرح ويمرح لا بل بات المقترع الذي كان يخجل بقبض مبلغ من المال لقاء إعطاء صوته، بات يجاهر بأنه مستعد لـ “بيع” صوته بعدة ملايين من الليرات اللبنانية التي فقدت الكثير من قيمتها، ليذهب البعض إلى تحديد قيمة صوته بالعملة الخضراء. وربما باتت العبارة المتداولة هي :”كم تدفع لإنتخبك”؟

أكثر اللوائح التي يتردد في الأوساط الشعبية أنها قد افردت يديها لـ”دعم المواطنين المغلوب على أمرهم”، من باب “الإحساس بالمعاناة” التي إنطلقت مع التحرك الشعبي في السابع عشر من تشرين الأول في العام 2019، هي أربع لوائح: “الجمهورية الثالثة”، “انقاذ وطن”، “لبنان لنا” و “للناس” وأحد أفراد لائحة “الارادة الشعبية”.

وفي حين تحدثت التقارير والتحقيقات الصحفية وعبر وسائل الإعلام عن ان الأرقام المتداولة تتراوح بما بين الثلاثة ملايين ليرة لبنانية تقدم كمساعدات عينية أو مواد غذائية وزعت بصورة شبه دورية، وبين المئة وثلاثين دولاراً أميركياً كـ “تهنئة” لمن يرغب في دخول البازار، وكل ذلك يبقى في إطار التكهنات والأقاويل وبعيداً عن أنظار الرقابة أو هيئة مراقبة الانتخابات ولذلك توقف المراقبون عند الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الجلسة ما قبل الأخيرة لمجلس الوزراء حيث دعا وزراء العدل والدفاع والداخلية التشديد على ضرورة ضبط الراشي والمرتشي خلال فترة الانتخابات، وتكليف أجهزة المخابرات في القوى العسكرية والأمنية المساعدة في هذا الأمر خصوصاً بعد توافر المعلومات عن حصول صرف أموال بطريقة غير شرعية.

هذا على الصعيد المادي، أما على الصعيد السياسي، فبالرغم من الظاهر أن تيار العزم يدعم لائحة “للناس” الاّ أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كانت له اليد الطولى مع تياره “العزم” في تقديم المساعدات المباشرة وغير المباشرة للمواطنين ودعم المرشحين في الدورات الانتخابية الماضية، الاّ أنه ما زال متحفظاً جداً على توجيه أي سند في الدورة الحالية باستثناء دعوته للناخبين كي يشاركوا بكثافة في الإقتراع، في حين يُقال أن الأقرب إليه لم يستطيعوا تلمس حركته، بينما تتحدث أوساط قريبة منه عن شبه كلمة سر يرددها أمام المستفسرين عن توجهاته بالقول:”إنتظروا مساء السبت”، فقد يصدر منه “دخان أبيض” بهذا الاتجاه او ذاك.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى